وعن يحيى بن بُكَيْر، عن مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، مثله هكذا ذكره عن يحيى بن بكير معلقا. وقد رواه مسلم عن أبي بكر محمد بن إسحاق، عن يحيى بن بكير، به. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن صالح مولى التَّوْأمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى بالرجل الأكول الشروب العظيم، فيوزن بحبة فلا يزنها). قال: وقرأ: (فلآ نقيم لهم يوم آلقيآمة وزنآ) وكذا رواه ابن جرير، عن أبي كريب، عن أبي الصلت، عن أبي الزناد، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعًا فذكره بلفظ البخاري سواء. وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: حدثنا العباس بن محمد، حدثنا عون بن عُمَارة حدثنا هشام بن حسان، عن واصل، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له. فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا بريدة، هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزنًا). ثم قال: تفرّد به واصل مولى أبي عنبسة وعون بن عُمَارة وليس بالحافظ، ولم يتابع عليه. وقد قال ابن جرير أيضًا: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر عن أبي يحيى، عن كعب قال: يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل، فلا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرؤوا: {فلآ نقيم لهم يوم آلقيآمة وزنآ}.
وقد ذكر بعض المفسرين، أن الحبوط هو انتفاخ بطن الدابة حين تتغذى بنوعٍ سامٍّ من الكلأ ثم تلقى حتفها. وبذلك يتناسب التعبير مع طبيعة أعمال الكافرين التي تتضخم وتنتفخ، حتى يخيّل إليك أنها ظاهرة صحةٍ وعافية، ولكن الواقع يتكشّف في نهاية المطاف، عن ظاهرةٍ مَرَضِيّةٍ داخليةٍ عميقةٍ توحي بالهلاك والدمار. {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} لأنهم لا يملكون أيّة قيمةٍ حقيقيةٍ ٍفي ما تعنيه القيمة التي تعطي للإنسان وزنه عند الله، من القاعدة الروحية الإيمانية المنفتحة على الحقيقة، من موقع الإشراق والوضوح، لأن الوزن الذي قد يتحرك من حالة الثقل الظاهري، لا ينطلق من ثقلٍ حقيقيٍّ في المضمون، بل من انتفاخٍ لا يحمل في داخله إلا الهواء، وذلك لما يمثله الباطل من حالة انعدامٍ في الوزن. ومن هنا، فإن الله يهملهم ويلقيهم في زاويةٍ مّا، كأيّة كمِّية مهملةٍ لا معنى لها، وإذا كانت المسألة لا تملك حلاً وسطاً، فإمّا إلى الجنة وإما إلى النار، وإذا كانت الجنة لا بد من أن تكون نتيجة ثقلٍ في القيمة وفي العمل، فلا بد من أن تكون النتيجة لأمثال هؤلاء هي النار. {ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ} لأنهم غير معذورين في الكفر، لعدم رجوعهم فيه إلى حجّةٍ {وَاتَّخَذُواْ آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً} فلم يرجعوا إلى قاعدةٍ للفكر في الرفض، وإلى خطٍّ للحوار في الموقف، بل عاشوا أجواء السخرية والاستهزاء بآيات الله ورسله، انطلاقاً من حالتهم النفسية المتمردة القلقة التي تهرب من جهد البحث عن الحقيقة لتستجيب إلى النوازع الذاتية في أجواء الاستهزاء، موحين لأنفسهم بأنهم في موقع القوة، في الوقت الذي تهاجمهم فيه كل نقاط الضعف، ليكون ذلك غطاءً للضعف الداخلي الباحث عن حالات الاستعراض الكلامي والعملي.
وقوله: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ) أي: جحدوا آيات الله في الدنيا، وبراهينه التي أقام على وحدانيته، وصدق رسله، وكذبوا بالدار الآخرة ، ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) أي: لا نثقل موازينهم؛ لأنها خالية عن الخير. قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا المغيرة، حدثني أبو الزَّنَاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة) وقال: "اقرؤوا إن شئتم: { فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}). وعن يحيى بن بُكَيْر، عن مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، مثله هكذا ذكره عن يحيى بن بكير معلقا. وقد رواه مسلم عن أبي بكر محمد بن إسحاق، عن يحيى بن بكير، به. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن صالح مولى التَّوْأمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى بالرجل الأكول الشروب العظيم، فيوزن بحبة فلا يزنها). قال: وقرأ: ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) وكذا رواه ابن جرير، عن أبي كريب، عن أبي الصلت، عن أبي الزناد، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعًا فذكره بلفظ البخاري سواء.